التاجر الذي باع الهواء وربح الذهب – نادرة من تاريخ بغداد
هل يمكن أن يبيع الإنسان شيئًا لا يُرى ولا يُمس كالهواء… ويخرج منه بذهب؟ 🤔 في أسواق بغداد القديمة حدثت واحدة من أعجب قصص التجارة والذكاء، حيث علّمنا تاجر شاب أن الربح لا يحتاج دائمًا إلى رأس مال ضخم، بل إلى فكرة مبتكرة وجرأة على التنفيذ. بداية الحكاية في أحد أسواق بغداد، كان شاب يملك دكانًا صغيرًا يكاد يخلو من السلع. وبينما جيرانه يملأون حوانيتهم بالبضائع الثمينة، جلس هو أمام متجره الفارغ. جاءه أحد التجار ساخرًا وقال: “ماذا ستبيع يا هذا؟ حتى الهواء ضاق بك!” ابتسم الشاب بثقة وأجاب: “نعم، سأبيع الهواء، وسترى ذلك بعينيك.” ضحك الجميع… لكن الأيام التالية أثبتت أنه لم يكن يمزح. فكرة بيع الهواء في يوم شديد الحر، علّق التاجر أمام متجره قِرَب ماء باردة. لم يطلب مالًا مقابلها، بل قدّمها مجانًا لكل عابر سبيل. وكان يقول: “اشربوا… هواء بارد مع الماء البارد.” مع الوقت صار متجره مقصد المتعبين والعطاشى. وعندما جلسوا ليستظلوا، بدأ يعرض عليهم سلعًا زهيدة مثل أقلام وزيوت وأوراق. وهكذا تحوّل متجره الفارغ إلى واحد من أنشط المتاجر في السوق. لقد “باع الهواء البارد”، لكنه في الحقيقة باع الراحة والاهتمام، ومنح...